Saturday, November 10, 2012

يأخذني الحنين لك يا جنيف! Geneva




في هذه اللحظة، أشعر بحنين جارف إلى جنيف، رغم أنني زرتها مرتين، المرة الأولى ثلاث ليال، والمرة الثانية كانت فقط لساعات معدودة. أتذكر ذلك اليوم جيداً، عندما عدنا من مدينة (أيفيان الفرنسية) ليلاً، متجهين إلى جنيف لتناول العشاء، كان قلبي يخفق بشدة، فهنا في جنيف، أمضيت يومين من أجمل أيام حياتي، ليالٍ لن أنساها أبداً، عندما دخلنا المدينة، كان الوقت يقارب العاشرة مساءً، وكانت أول مرة أشاهد نافورة البحيرة ليلاً، تعلقت بالنافذة، وأخذني الحنين لتلك الأيام التي لن تعود! ... هنا كنت أستيقظ صباحاً، أجر تلك القدم التي تؤلمني جراً حتى أصل إلى الحديقة، أمشي ببطئ شديد، وكتابي في يدي، أستنشق الهواء العليل، هنا فقط كل من حولك يبتسم، هنا فقط الصباح أجمل!، هنا فقط عندما تبتسم تجد من يبتسم لك بصدق (بونجور!) هكذا تحيتهم! .. في تلك الليلة، كان الجو معتدلاً يميل إلى البرودة، أخبرت أخي برغبتي في أن أنزل هنا، أمشي على كورنيش البحيرة! ، أود أن أستنشق هواءً أعاد لي روحي في يوم من الأيام! ... وهكذا فعلنا، لم يكن المشي في البحيرة ليلاً مثل الصباح! .. رغم أن الصباح أجمل، وأرق، إلا أن المساء ونسيمه له طعم آخر تماماً .. كان الشارع مزدحم بالعرب ليلاً! .. لم يكن كذلك في تلك الصباحات الباكرة؟ ... كنت أمشي مع أهلي، أخوتي، ولكني لم أكن معهم فعلياً! ... كم أحب أن أعيش جوي لوحدي! ... كم أحب أن أستمتع بنسمات الهواء، حتى ازعاج الناس حولي لم يكن سوى موسيقى تصويرية لفتاة تحب الحياة! ... أنا هنا، لن أسمح لأحد أن يزعجني، لم أستيقظ من هذا الحلم الجميل إلا بدعوة أخي لي بالجلوس! .. نحن هنا! .. سنتناول الشاي قبل أن نذهب لتناول الطعام، وهكذا جلست على ذلك الكرسي المعدني على زاوية الطاولة، حتى لا يعيق أي شي منظر النافورة، هم يتحدثون، يمزحون يتشاجرون، وأنا أبتسم وأحاول أن "أخزن" في عقلي الباطن هذه الصورة الجميلة! ... كم شعرت بالحزن عندما قاربت الساعة على الثانية عشر صباحاً، وقرروا الرحيل! ... حسناً .. أتبعكم مجبورة هذه المرة ،، تاركة ورائي سماءً ملبدة بالغيوم الوردية، ونسمات هواء البحيرة، وأضواء النافورة! ... 
اليوم، أشعر أنني بحاجة ماسة لأن أعود إلى هناك، لأن أمشي وحيدة لساعات طويلة عند البحيرة، أود أن ياخذني لون السماء الأبيض، والبحيرة التي أصبحت بيضاء بعد انعكاس السماء على صفحاتها الصافية، وعلى مد البصر، تلك الأشجار الملونة التي تزينت للخريف، أشعر بحاجة ماسة، لأن أشرب كوب قهوتي وحيدة، هناك، في ذلك المقهى الذي تظله الاشجار الملونة والورود، أود آن أبتسم وأنا أعد كم (فرنك) لدي! .. أود أن أحاول التحدث معهم بالفرنسية (كومون سافا؟) .. أود أن أعيش لحظات جميلة، لوحدي .. وإن لم تكن لوحدي ... فهي مع من أحب.

No comments: